ان اليوغا من الفنون الرياضية والنفسية وهي من أهم الفنون المساعدة للجسم البشري للرجل وللمرأة وتقوم رياضة اليوغا على التركيز في وضعيات مختلفة للجسم وتساعد الانسان على التخلص من الهموم النفسية والترهلات الدهنية في الجسم وتساعده على التركيز العقلي .
ولها فوائد تشمل جميع أعضاء الجسم وعضلات الجسم أيضا ومن الفوائد العضوية التي تحققها اليوغا :اليوغا المفيدة للعيون وهي بشكل أوضح:اليوغا للعيون وبما أن البصر هبة ثمينة لا تقدر بثمن، وقد لا يدرك العديدون ان هنالك تمارين يوغا خاصة تساعد في الحفاظ على صحة العين، وبالرغم من عدم شيوع ممارسة هذه التمارين في معظم مدارس اليوغا التي تركز عادة على الاوضاع الاكثر شعبية التي تحافظ على تناسق الجسم، فإنها معروفة في اوساط اساتذة اليوغا ممن درسوا اساليب اليوغا الصحية. فهناك مدرسة سياناندا المرموقة لليوغا. وهي لديها مراكز في جميع انحاء العالم، تولي اهتماماً بالغاً لتدريس بعض الاوضاع الخاصة بالعين. وبالاضافة الى ذلك فانه ضمن العلوم الطبية القديمة ايرويدا او علم الحياة والذي يقوم على اساس استخدام الاعشاب لاغراض العلاج، نجد ان تمارين اليوغا تتضمن استخدام العلاجات بالاعشاب الرامية للمحافظة على صحة البصر. فهي تمارين تمارس بكثرة.
وخلال ممارسة اوضاع اليوغا اليومية تؤدي عملية التحديق كوسيلة لمساعدة الذهن على التركيز، وهذه العملية تعد ذهنية اكثر من كونها ذات صلة مباشرة بالبصر، ومع ذلك فانهما تعد ذات تأثير صحي على العينين. وتشمل عملية التحديق نقاطا يركز عليها النظر مثل طرف الانف، واصابع القدمين واطراف اصابع اليدين، والسرّة او شيء بعيداً في الافق.
كما تستخدم العين في اليوغا كنقطة دخول في مرحلة للتأمل يطلق عليها نزاتاكا (او تأمل العين الثالثة). وتراتاكا التي تعني باللغة السنسكريتية النظر او التحديق، تمارس عن طريق التحديق في شيء موضوع امامك مثل شمعة متقّدة وبعدها التأمل فيه وتصوره والعينان مغمضتان.
وتستخدم هذه الوسيلة في اليوغا كطريقة لتطوير التركيز وتقوية العينين، مما يقود الى تفعيل نقطة الطاقة الحيوية فيما بين العينيين (اجنا شاكرا).
تفعيل العين الثالثة
وفقاً لأدبيات اليوغا القديمة فان هنالك سبع مناطق طاقة او نقاط حيوية للوعي (شاكرا) تمر بشكل رأسي عبر الجسم. والسادسة منها تقع فيما بين العينين وهي اجنا شاكر. ويقال انها موضع «العين الثالثة» الخفية.
وما يطلق عليها العين الثالثة ليست عيناً فعلية بل رمزية تقع في منتصف الجبهة، وبالاضافة الى ذلك فان ممارسي اليوغا المتمرسين يستخدمون العين الثالثة او يفعلون نقطة الطاقة هذه كنقطة للنظر الى الداخل.
ويؤدى هذا التمرين عن طريق اغلاق العين ورفع البؤبؤ اذا كانوا ينظرون الى نقطة في الوسط فيما بين الحاجبين أو اعلى قليلا فوق مركز الجبهة. ويتيح هذا التمرين للشخص الدخول في حالة التأمل بصورة اكثر سهولة. بيد ان هذا التمرين لديه فائدة اخرى، اذ انه مفيد ايضا للعين ذاتها بما ان الحركة تفعل العصب البصري بالاضافة إلى الاعصاب الموجودة في مركز الدماغ. ــ تراتاكا: يوصي استاذ اليوغا المرموق بي – كاي – اس لينغار باداو تراتاكا او التحديق ليس فقط كوسيلة للبدء في عملية التأمل وانما كطريقة اما لتحسين النظر، او المحافظة على صحة العين. وهو يعتبر تمرينا للتطهير ويعتقد بانه يساعد في علاج الكثير من مشكلات العيون مثل ضعف النظر بما انه يعزز عضلات العين، كمايحسن الوظائف البصرية الداخلية والخارجية وان لديه تأثيرا ملطفا للعين، ويحسن هذا التمرين ايضا قوى التركيز وقوة الذهن لدينا. كما يسهل ايضا عملية الاسترخاء العميق عن طريق فصل الدماغ او الانفصال والابتعاد عن الضوضاء وعن الانشغال بالعالم الخارجي. كما يمارس تمرين تراتاكا لتطوير العين الثالثة او مركز الحدس المرتبط بالقوى النفسية.
طريقة الأداء
ثبت تحديق النظر على شيء ما على بعد ثلاث او اربع ياردات موضوع على مستوى النظر. وبالرغم من امكان استخدام اي شيء، الا ان الكثيرين يستخدمون شمعة متقدة لان شعلتها توفر صورة حية لها لديهم بعد اغلاق العين.
ومن خلال تراكاتا تستطيع استعادة صورة الاشياء والتركيز على الصورة حتى في حالة اغلاق العينين.
اجلس بارتياح في وضع التأمل او على كرسي امام مكتبك، وعلى من يلبسون نظارة خلعها. وضع الشمعة على بعد مسافة مد الذراع وحدق بها لاطول مدة ممكنة، وحاول ذلك من دون ان تطرف عينك ودع عينيك تدمعان او ان تصبحا رطبتين.
ولا بأس من تدفق الدموع منهما على الخدين وبعد مضي لحظات من الدمع. اغلق العينين وارفع البؤبؤ الى الاعلى وكأنك تنظر الى نقطة في منتصف الجبهة، وحاول استعادة صورة شعلة الشمعة في ذهنك.
وبالنسبة للكثيرين تظهر لهم شعلة الشمعة ولكن ان لم يحدث ذلك، لا تجعل هذا الامر يصيبك بالاحباط لانه سوف يحدث مع مرور الوقت واستمرار الممارسة. ابق وعيناك مغمضتان تحاول استعادة صورة الشعلة لحوالي عشر دقائق. ويمكن اداء هذا التمرين مرة واحدة في اليوم من دون اي آثار جانبية.
تمارين يوغا أخرى خاصة بالعين
1- تؤدي الاوضاع التالية لتقوية عضلات العين، ابق الرأس ثابتاً وفتح العينين باتساعهما، وانظر الى اليسار بالكامل اربع مرات والى اليمين بالكامل اربع مرات.
والى الاسفل بالكامل اربع مرات ايضاً. اغلق العينين واسترح لبضع لحظات.
2- ابق الرأس ثابتاً وفتح العينين باتساعهما وانظر الى الركن الاعلى الى اليسار بالكامل وبعدها وفي خط مواز الى الركن الاعلى الى اليمين. كرر هذه الخطوة اربع مرات، واغلق العينين واسترح، افتح العينين وانظر الى الركن الاعلى الى اليمين وبعدها وفي خط مواز الى الركن الاسفل على اليسار، كرر هذه الخطوة اربع مرات، اغلق العينين واسترح.
3- افتح العينين على اتساعهما وانقلهما في كل اتجاه وكأنهما تتابعان عدداً من اعداد الساعة، اولاً في اتجاه سير عقارب الساعة، وبعدها في الاتجاه المعاكس، وبعدها اغلق العينين واسترح.
4- افتح العينين على اتساعهما وحاول ان تضعهما في وضع متعاكس عن طريق النظر الى الاسفل نحو الانف، كرر هذه الخطوة اربع مرات واسترح، وعلى خلاف مما يعتقد فان هذه الحركة لن تؤذي العينين بل تقويهما.
5- ركز على شيء ما على بعد 15 الى 20 ياردة لمدة عشر ثوان، وبعدها ركز على الخطوط التي في كف اليد لمدة 10 ثوان، كرر هذه الخطوة اربع مرات، وبعدها اغلق العينين واسترح.
6- تدليك العين بالكفين: استخدم الكفين في تغطية العينين واضغط بهما برفق وضع الاصابع فوق بعضها على الجبهة.
ابق في هذا الوضع لمدة دقيقة، وفي وقت لاحق يمكن زيادة هذه المدة الى ما بين خمس الى عشر دقائق، كرر هذه الخطوة عدة مرت ما امكن ذلك خلال اليوم لان هذا التمرين يريح العين.
واليوغا بشكل عام لها خاصيات أخرى فهم تقدم الاسترخاء الجسدي
وخاصة للنساء......لماذا تشعرين بالاسترخاء عند ممارسة اليوغا؟
إن اخذ درس واحد من اليوغا يؤدي إلى انخفاض نسبة الكورتيسول عند الإنسان، و هو هرمون يسبب القلق والإرهاق و يعتقد العلماء أن له تأثير قوي في تكوين الدهون في منطقة المعدة، كما أن ممارسة اليوغا تؤدي إلى انخفاض احتمالات الإصابة بالسكري وأمراض القلب.
قامت مجموعة من الباحثين بإجراء دراسة معمقة حول اليوغا و فوائدها لجسم الإنسان. قام الفريق بأخذ عينات دم من 16 شخص مارسوا اليوغا على مدى أسبوع، الأشخاص كانوا يمارسون اليوغا لمدة 50 دقيقة في اليوم.
كانت النتائج أن نسبة الكورتيسول انخفضت بشكل فوري وذلك منذ اليوم الأول من بدأ المشتركين في ممارسة اليوغا.
المزيد من الأبحاث لا زالت تجرى لمعرفة ما هي الآلية التي تخفض مستويات هذا الهرمون عن طريق اليوغا. كما أن الأطباء لا يعرفون المدة التي يبقى فيها مفعول الرياضة كما انهم لا يعرفون بعد ما هي المدة الكافية للحصول على الفائدة العظمى من هذه الرياضة.
لكن المؤكد انه إذا كنت تشعرين بالاكتئاب أو القلق فان اليوغا مفيدة جدا للتخلص من الضغوط و الاسترخاء بالإضافة إلى كونها دواءا فعالا لعلاج الأمراض الناتجة عن الارتفاع المزمن لنسب هرمون الكورتيسول في الدم.
ومن الجدير بالذكر أن خبراء التجميل وجهوا نصيحة للسيدات مؤخرا بمدى أهمية ممارسة رياضة اليوغا وبصفة خاصة في عضلات الوجه، لأن منطقة الوجه والفكين تضم 57 عضلة. ويشير الخبراء إلى أن الانتظام في هذه الرياضة يؤخر الشيخوخة ويقاوم التجاعيد من خلال تحريك عضلات منطقة الوجه لمدة 10 دقائق يوميا.
ونحن كثيرا ما نسمع من المشاهير من الفنانين أنهم يقومون بممارسة الرياضة وأن النساء منهم على الأغلب يمارسن اليوغا التي انتشرت مراكز تعليمها في كل مكان. واليوغا هي علم منبثق من المعرفة الهندية القديمة (الفيدا)، أما كلمة "يوغا" فهي كلمة من اللغة السنسكريتية وتعني الاتحاد بين الجسم والعقل والاتصال بالإله.. لا تفرق بين جسم الإنسان وعقله بل تجعلهما وِحدة واحدة.
وفلسفة اليوغا تعرض مبادئ لها بصيرة نافذة في كل جوانب الحياة الروحية والعقلية والجسدية، وفيها الإنسان مركز لقوى متحركة وثابتة فكلما نما الجانب الثابت فيه زادت سيطرته على الجانب المتحرك.
المجالات الرئيسية لليوغا:
1 ـ ياما: وهي خمس قواعد للسلوك في المحيط الخارجي للفرد الذي يتأثر دائما بأفكاره وأعماله وهي: ـ الصدق ـ اللاعنف ـ عدم تقبل ممتلكات الغيرـ عدم الطمع ـ العزوبية: أي الحالة التي تتواجد فيها الحياة في الفرد دائما في اتجاه سامٍ.
2 ـ نياما: وهي فضائل تتطور تلقائيا عند الوصول إلى حالة اليوغا وهي: النقاء والرضا والتقشف والبحث والتكرس لله.
3 ـ آسانا: وهي الأوضاع والتمارين الجسدية التي تطور الجسم السليم للتمهيد للجلوس لفترات طويلة للتأمل.
4ـ براناياما: أي مجال التنفس وقوة الحياة، فالإنسان قد يعيش أياما دون ماء أو طعام ولكن لا يستطيع البقاء أكثر من دقائق معدودة دون هواء إلا في مستويات وعي مرتفعة حين يصل إلى حالة اليوغا حيث يمكن إيقاف التنفس لوقت طويل وبشكل تلقائي.
5 ـ براتياهارا: أي انسحاب الحواس عن أغراضها ليتحرر الفكر من القيود الحسية والأنماط الاعتيادية للإدراك، وهذا يحدث في أول مرحلة من الغوص في أعماق الفكر.
6 ـ دهارانا: وهي الانسحاب من تعددية وعشوائية الأفكار وتوحيد الانتباه إلى موضوع داخلي واحد.
7 ـ ديانا: وهي تخفيف الاضطرابات الفكرية والوصول إلى مستويات أعمق من منهج التفكير في اتجاه منبع الأفكار.
8 ـ الصمادي: وهي حالة اليوغا أي حالة توحد الوعي في حالة مطلقة تتميز باللامحدودية وقدرات فائقة.
وتمارس اليوغا من خلال مجموعة من التمارين العقلية والأوضاع الجسمية، بحيث تتناغم الحركة الجسمية مع التخيل العقلي مع طريقة التنفس، وقد صُممَت تمارين اليوغا لضبط الضغط في النظام الغددي في الجسم، وبالتالي زيادة كفاءته، وزيادة كفاءة الصحة العامة.
ونظام التنفس يقوم على مبدأ أن التنفس هو مصدر حياة الإنسان، فممارس اليوغا يقوم تدريجيا بزيادة ممارسة نظام التمرينات الرياضية والتنفس، ثم بعده يدرب جسده وعقله على التركيز والتأمل، وبالممارسة اليومية المنتظمة لنظام اليوغا يحصل الفرد على عقل صافٍ وواعٍ، وذاكرة قوية، وجسم صحي.
في نظر اليوغا يتسم التمرين بأنه لا يستهدف الجسم المادي معزولا عن باقي مقوماته أو عن العقل فحسب، بل يستهدف الإنسان ككل، لكي ينميه تنمية كاملة حتى يصبح الجسد المادي صالحا لوجود الروح فيه. ولحفظ خلايا الجسم في حالة طيبة من النشاط والحركة يلزم الاهتمام بالعوامل التالية:
1 ـ الأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس.
2 ـ الأكسجين
3 ـ الطعام الطبيعي النقي.
4 ـ السوائل النقية مثل: الماء وعصير الفواكه والمشروبات الطبيعية كالأعشاب.
5 ـ التدريب البدني لتكوين الجسد بشكل يكون أكثر صلاحية لتحقيق الهدوء والتركيز وذلك بواسطة تمارين اليوغا المختلفة.
لذا فممارسة اليوغا تساعد على تحقيق توازن طبيعي بين العقل والجسد والتي من خلالها تبرهن الصحة عن نفسها، فالصحة لا تعني فقط خلو الجسد من الأمراض، بل هي بالإضافة إلى ذلك صنع بيئة داخلية تسمح للفرد بالوصول لحالة التوازن الفعال للصحة.
